جاري تحميل ... قصص وحكايات جميلة

إعلان الرئيسية

العجوز والفرس الأبيض

قصة للكبار:
العجوز والفرس الأبيض.....
في إحدى القرى كان هناك عجوز كبير. وكان فقيرا جدا لكنْ كان الملك يحسده …لأنه كان يملك فرسا أبيضا لا مثيل له ، فكانت سيرة هذا الفرس على كل لسان أهل القرية .
فمن شدة إعجاب الملك بهذا الفرس عرض على العجوز كل ثروته تقريبا لشرائه منه ، لكن العجوز ماكان ليقبل أن يبيعه ، وكان يقول دوما : هذا الفرس ليس كباقي الخيل … هذا صديق العمر ، وهل يبيع أحد صديقه ! قام أهل القرية في أحد الأيام صباحا ، نظروا فلم يجدوا الفرس .اجتمع أهل القرية عند العجوز ، وبدؤوا يوبخونه ، يا لك من عجوز خرف ! كان يجب عليك أن تعلم أنهم لن يتركوا لك فرسك ، فكان واضحا أنهم سيستولون عليه .لو أنك بعته للملك ، كنت الآن صاحب ثروة ، وكنت ستعيش عيشة الأسياد .أما الآن فلا نقود عندك ،ولا الفرس …قال العجوز : “لا تتعجلوا بقراركم “.قولوا فُقد الفرس فقط” .”لأنها هذه هي الحقيقة . أما ما وراء ذلك ما هي إلا رؤيتكم وقرار اتخذتموه أنتم. ففقْد فرسي هل هو خير أريد لي أم شر فلا نعرف ، سننتظر .لأن هذه الحادثة مجرد بداية . وماذا سيحدث بعدها فلا أحد يعلم ذلك.بدأ أهل القرية يضحكون لكلام هذا العجوز الخرف ويسخرون منه . لم يمض على هذه الحادثة 15 يوما ، إلا والفرس رجع في إحدى الليالي …فما سُرق وإنما ذهب إلى الجبال وهو في طريق عودته أحضر معه 12 فرسا بريا لحقوا به من الوادي.
لما رأى أهالي القرية ذلك ، جاءوا إليه يعتذرون،وقالوا له أنت ” كبيرنا ” “أنت كنت المحق. فالفرس لم تفقده، وإنما جلب لك ثروة كبيرة. فالآن أصبحت تملك قطيعا من الخيل..”
قال لهم العجوز: “إنكم تتعجلون بقراركم ثانية”.قولوا فقط رجع الفرس. لأن هذه هي الحقيقة الآن ، وبعدها لا نعلم ماذا سيحدث . ما هي إلا بداية ..فكيف لكم أن تحكموا على الكتاب من أول حرف تقرؤونه فيه. هذه المرة لم يستهزئ أهالي القرية بالعجوز،  ولكن كان يقولون في أنفسهم إنه مغفل…ولم يمض أسبوع حتى وقع ابنه الوحيد من على أحد الخيل عندما كان يروضه، فكسر رجله . وصار ابنه طريح الفراش وهو الذي كان يقوم على احتياجات البيت
اجتمع أهالي القرية عنده ثانية وقالوا : “وهذه المرة كان الحق معك”فبسبب هذه الخيل ،فإن ابنك الوحيد لن يستطيع المشي فترة طويلة. ولن يعينك خلال هذه الفترة،  وستتحمل أعباء الحياة لوحدك.  ومن المؤكد أنك ستصبح أشد فقرا وأشد بؤسا من ذي قبل”.رد عليهم العجوز “يبدو أنه أصابكم مرض القرار العاجل”.فلا تتعجلوا ـ فولدي كسرت رجله فقط ، وهذه هي الحقيقة ،وما وراء ذلك فإنه قراركم أنتم. لكن ما أغرب العمر ، يمر على شكل مراحل متتابعة وقصيرة ، ولا أحد يستطيع أن يخبركم ماذا سيحدث بعدها . وبعد عدة أسابيع،  جمع العدو جيشا كبير العدة والعدد وهاجم البلد. فاضطر الملك أن يستعين بكل شباب ذلك البلد،  فجاء الجنود وجمعوا كل شباب القرية عدا ابن العجوز،  المكسورة رجله. حزن جميع أهل القرية على أولادهم ، لأنهم كانوا متأكدين أن هذه المعركة لن يربحوها،  وذلك لقوة وكثرة جنود العدو. وكانوا يعلمون أيضا أن كل من ذهب للحرب سيقتل أو سيتم أسره. جاء أهالي القرية مرة ثانية لعند العجوز…“مرة أخرى أُثبت أنك أنت على حق”قالوا له.”صحيح أن ابنك رجله مكسورة،  لكنه بجانبك على الأقل. أما أبناؤنا فالاحتمال الكبير أنهم لن يعودوا إلينا . وبذلك كان كسر رجل ابنك خير لك وليس شرا …”قال لهم العجوز “أنتم استمروا بقرارتكم المتعجلة ”.وماذا سيحصل بعد ذلك فلا أحد يدري .الحقيقة الوحيدة الآن،  أن ابني بقربي،  وأنتم أبناءكم في الجيش.  فأي ذلك خير ، وأي ذلك شر فالله وحده من يعلم ذلك.
نتعلم من هذه القصة ألا نتسرع في الحكم على الأشياء وإنما يجب التريث حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، افعل ما عليك تجاه ربك كن طائعا لله اتبع أوامره وابتعد عما نهاك عنه، اللهم اجعلني ممن يتعبون كلام رب العالمين وإياكم والمسلمين اللهم آمين.
التالي
رسالة أحدث
السابق
هذا هو أقدم مقال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

قصص وحكايات مدونة عربية تضم عدد كبير من القصص ومن بين القصص حب و اكشن و مغامرات دراما